للإشمام في عرف القراء اعتبارات أربعة:
1 - خلط حرف بحرف، نحو إشمام الصاد صوت الزاي في: الصراط [الفاتحة: 6]، أصدق [النساء: 87]، بمصيطر [الغاشية: 12].
2 - خلط حركة بحركة، نحو: قيل [البقرة: 11]، سيء [هود: 77]، وغيض [هود: 44]، حيث تخلط الضمة بالكسرة، وجزء الضمة هو المقدم، وجزء الكسرة هو المؤخر، وهو الأكثر.
3 - ضم الشفتين بعيد تسكين الحرف، إما لإشمام أو إدغام، فالإشمام هنا مجرد إشارة إلى الحركة من غير تصويت.
والإشمام بهذا الاعتبار يكون في باب الوقف وباب وقف حمزة وهشام وباب الإدغام الكبير.
والإشمام هذا يقع في المرفوع، نحو: نستعين [الفاتحة: 5]، الصمد [الإخلاص: 2]، الله [البقرة: 109]، وفي المضموم، نحو:
ومن بعد [الروم: 4]، يا إبراهيم [هود: 76].
ومن هذا النوع الثالث الإشمام في كلمة: تأمنا [يوسف: 11]، حيث يشار بالإشمام إلى النون المضمومة المدغمة في مثلها.
4 - موانع الإشمام :
1 - يمتنع الإشمام في الهاء المبدلة من تاء التأنيث المحضة، نحو: الجنة [البقرة: 35] الملائكة [البقرة: 218]
رحمت [البقرة: 218] حسنة [البقرة: 201].
2 - ويمتنع كذلك في ميم الجمع على قراءة الصلة، نحو: عليهم [البقرة: 16] (فيهم) وذلك لعروض حركة الميم وعدم أصالتها.
3 - وكذلك لا مدخل للإشمام في الحروف المتحركة بحركة عارضة نقلا كانت أو التقاء ساكنين، نحو: وأن احكم [المائدة: 49] أن اقتلوا [النساء: 66] على قراءة الرفع. إني أريد [المائدة: 29] بالنقل.
4 - وقد اختلف في دخول الإشمام في هاء الضمير على مذهبين اثنين:
أ- منع دخول الإشمام في هاء الضمير إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسرة أو ياء ساكنة، نحو: أمره [يس: 82] وليرضوه [الأنعام: 113] به* إليه*.
وإجازة الإشمام في هاء الضمير إذا انفتح ما قبل الهاء أو وقع قبلها ألف أو ساكن صحيح، نحو: لن تخلفه [طه: 97] اجتباه [النحل: 121] عنه [المسد: 2].
ب- إجازة دخول الإشمام في الأنواع السبعة السابقة.
إشمام الإمالة :
قال ابن فارس: الشين والميم أصل واحد يدل على المقاربة والمداناة.
والإشمام له معان عدة، ومعناه في باب الإمالة: إذاقة قليلة، أي إدناء الفتحة أو الألف من الكسرة أو الياء إدناء قليلا.
قال أبو الحسن بن غلبون: فقرأهما حمزة بالإمالة إشماما، أي بالإمالة الصغرى.