yassin Admin
عدد المساهمات : 287 تاريخ التسجيل : 14/08/2013
| موضوع: هل يُستحبّ إلزاق الكعب بالكعب في صفوف الجماعة ؟ الثلاثاء فبراير 18, 2014 8:18 am | |
| هل يُستحبّ إلزاق الكعب بالكعب في صفوف الجماعة ؟
1 . قال النعمان بن بشير : رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه .
2 . وقال أنس : وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه .
قال المؤلّف : إلزاق الكعب بالكعب جائز إذا لم يؤذَ به الجار لكن ليس هو بمستحب إذ ليس فيه إلا إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمن فعله دون أن يأمر به أو يكون منه ما يدلّ على استحبابه ، ولهذا لم يذكره أيّ من الفقهاء في السّنن المستحبّة بل هو على أصولهم مكروه لمن تلهّى به عن الخشوع وقد يحرم إذا كان سببا في إيذاء من بالجوار والتشويش عليه في صلاته ، وأمّا ما وُصف به الصّحابة من فعل ذلك فلا يدلّ أنّه فعلٌ مقصودٌ لذاته ، بل إنّما هو لحرصهم رضي الله عنهم على تحقيق المطلب ومبالغتهم في تنفيذ الأمر ، قال الحافظ : "المراد بذلك المبالغة في تعديل الصف وسد خلله" ، واستدلّ له الشيخ بكر أبو زيد في كتابه ( لا جديد في أحكام الصلاة ) بقول النعمان بن بشير : (فرأيت الرجل يُلزق منكبه بمنكب صاحبه, وركبته بركبة صاحبه, وكعبه بكعبه) في لفظ أَبي داود ، قال : فإِلزاق الركبة بالركبة متعذر, فظهر أَن المراد: الحث على سد الخلل واستقامة الصف وتعديله, لا حقيقة الإِلزاق والإِلصاق ... وبالنّقل عن الخطابي في معنى حديث ( خياركم أَلينكم مناكب في الصلاة) ففيه ما يؤيّد ذلك ... وقال الشيخ قبل ذلك : ... النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَمر بالمحاذاة بين المناكب والأَكعب, قد أَمر أَيضاً بالمحاذاة بين (الأَعناق) 3 . وكل هذا يعني : المصافة, والموازاة, والمسامتة, وسد الخلل, ولا يعني العمل على (الإِلزاق) فإِن إِلزاق العنق بالعنق مستحيل ، وإِلزاق الكتف بالكتف في كل قيام تكلف ظاهر ، وإِلزاق الركبة بالركبة مستحيل ، وإِلزاق الكعب بالكعب, فيه من التعذر, والتكلف, والمعاناة, والتحفز, والاشتغال به في كل ركعة, ما هو بيِّن ظاهر . فتنبين أَن المحاذاة في الأَربعةؤ : العنق. الكتف. الركبة. الكعب : من بابة واحدة ؛ يُراد بها الحث على إِقامة الصف والموازاة, والمسامتة, والتراص على سمت واحد, بلا عوج, ولا فُرج, وبهذا يحصل مقصود الشارع . قال الحافظ ابن حجر ... : (والمراد بتسوية الصفوف : اعتدال القائمين فيها على سمت واحد, أَو يراد بها سد الخلل الذي في الصف . . .) وهذا هو فقه نصوص تسوية الصفوف ... انتهى المقصود . وممّن اختار أنّ الألصاق للتّسوية الشيخ ابن عثيمين ، فقال في "الفتاوى" 1/436-437 : ... يلصق كعبه بكعب صاحبه لتحقيق المساواة فقط وليس معنى ذلك أنه يلازم هذا الإلصاق و يبقى ملاصقا له في جميع الصلاة ، ومن الغلو في هذه المسألة ما يفعله بعض الناس : تجده يلصق كعبه بكعب صاحبه و يفتح قدميه فيما بينهما حتى يكون بينه و بين جاره في المناكب فرجة ، فيخالف السنة في ذلك. و المقصود أنّ المناكب والأكعب تتساوى انتهى . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 . علّقه البخاري ، ووَصَلَهُ أَبو داود (648), وابن خزيمة (160), والدارقطني (1 / 282) . 2 . أخرجه البخاري (725) . 3 . أخرجه النسائي (814) من حديث أَنس | |
|