هل صحيح ان مذهب أهل السنة لا يكفرون المعين ؟

الجواب : لا ليس بصحيح، اهل السنة يكفرون المعين ولكن إن توفرت فيه شروط وانتفت الموانع والذي يفهم هذه المسائل هم العلماء الراسخون، هم اهل الحل وهم اهل العقد، وهم الذين يفهمون الأدلة على وجهها ، وهم الذين يعرفون الكفر البواح، وهم الذين يعرفون اللوازم وهم الذين يعرفون الشروط وأيضا إنتفاء الموانع، فهؤلاء هم الذين يصدرون الحكم على المعين.
فإذا وجد شخص قال كفرا بواحا وتوفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع فلا يقال أن أهل السنة لا يكفرون، بل مذهب اهل السنة يكفرون ولكن حذاري حذاري تجد بعض الناس شاب صغير في مقتبل العمر وهو حديث بدء في طلب العلم قد يأتي بتكفير الأخيار والعلماء تحت غطاء أنه ارتكب كفرا بواحا وقد يأتي بدليل عام هو لا يفهم دلالته ولا يفهم منطوقه ولايفهم مفهومه بل قد يكون مقلدا لمن هو اجهل منه، هذا يجب الحذر منه، لا بد أن يكون الكفر بواحا وأن تقوم الحجة وأن تنتفي الشبهة.
العلماء الراسخون المعنيون بضبط الحلال والحرام الذين يفتون في الصلاه والصيام والحج والطلاق هم الذين يفتون في قضايا التكفير. والذي يعجز عن كونه يفتي في قضايا الصلاة والصيام والحج والطلاق هو أعجز من كونه يفتي في مسائل التكفير. ...تجده يتورع عن الفتوى في احكام المياه والصلاة ولا يتورع عن الفتوى في أحكام التكفير وإخراج المسلمين من دائرة الإسلام، لأن من ثبت له الإسلام باليقين لا يخرج عنه إلا بيقين كما قال صلى الله عليه وسلم " إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان"
حين وجد توسع في هذا الباب وتكفير من لايستحق التكفير وخوض كثير من الشباب في هذا الباب الذي لا يحسنونه ولا يتقنونه وجد ردود فعل من آخرين، وجد ردود فعل من آخرين قالوا نلغي هذا الباب، ويلغى باب حكم الردة وهذا غلط لا هذا ولا ذاك لا هذا ولا ذاك كيف يمكن إبطال حكم شرعي أجمعت الأمة عليه؟
أبو بكر رضى الله عنه قاتل أهل الردة ولكن بمشورة من عمر ومن أكابر الصحابة، كان عمر يحاور أبا بكر في هذه القضية، قضية أنك تكفر معينا
أبو بكر جمع أهل بدر واهل بيعة الرضوان ما كان متكئا على أريكته مثل بعض الشباب لا يحفظ الأربعين النووية ولا يحفظ كتاب التوحيد ولا يحفظ عمدة الأحكام ولا يعرف المطلق من المقيد ولا الخاص من العام ولا يفقه في الأدلة ثم يقول : أبو بكر كفر اهل الردة. كفرهم لأنه عالم ولأنه شاور اهل بدر وأهل بيعة الرضوان وشاور العلماء والأتقياء والصالحين وتناظر معهم. أبو بكر كان عالما لو أفتى وحده لكان أهلا لذلك...."