يا أيها الإخوة الكرام: نحن عقّدنا الدين كثيراً، فالدين كالهواء ينبغي أن يستنشقه كل إنسان، ينبغي أن نبسطه ونطبقه وأن نجعله منهجاً كاملاً، نأخذه كله، نحن حينما قسّمناه وأخذنا منه ما يعجبنا وتركنا مالا يعجبنا لسنا ملتزمين ولا نحقق الهدف المرجو منه.
لديك قطع من مركبة، فهذه ليست مركبة، ولا تنقلك لأي مكان، لا بد من أن تجمع كل الشروط المحرك مع المقاعد مع المقود والوقود آلاف الأجهزة والقطع والوسائل التي تحتاجها المركبة من أجل أن تسير، وهكذا الدين.
أيها الإخوة الكرام: لعل الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المسلمون هي أزمة المعرفة، لأن أهل النار ماذا يقولون ؟
﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
(سورة الملك)
أزمة علم فقط، ذلك أن الإنسان يحب وجوده، يحب سلامة وجوده، يحب كمال وجوده، يحب استمرار وجوده، هذه فطرة في أي إنسان كائن من كان، إذا علمت علم اليقين أن وجودك وكمال وجودك واستمرار وجودك منوط بطاعة ربك، أقبلت على الطاعة، فالعلم سبب النجاة، والعلم سبب الفلاح، والعلم سبب دخول الجنة، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.