من أعظم العقوبات ... أن لا يتوب الله عليك ... فيذرك في ذنوبك ...تتخبط فيها حتى تغرق ... و يكلك لنفسك ... فلا تستطيع الكفّ عنها ... ثم تتعوّد بها حتّى يختم الله على قلبك ...
تتعوّد و تصرّ على الذنب حتّى يصيبك تهديد الله سبحانه وتعالى : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) إنّه تهديد مخيف و مرعب ...حين يحول الله بينك و بين قلبك ... يجعل لقلبك حاجز عن التوبة... تريد التوبة فلا تستطيع ... و قد لا تفكر في التوبة أصلا ... تمرّ عليك الايات و التهديدات و دون أن تشعر يصير لسان حالك يقول : (وقالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ) ... فلا يفتح الله لك بابا لتوبة ... يجعلك غاقا في مصعيتك التي تصرّ عليها تتوهم اللذة فيها ... و حياتك في كدر بسببها ... يحول الله بينك و بين قلبك بسبب ذلك الذنب .. فتنزلق في المهلكات و أنت مازلت تتوهم صلاحك و نجاتك إذ صار قلب عديم الحسّ... لا تتعض و لا تتذكر ... الله يحول بين المرء وقلبه ... سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ...
يقول عبد الله بن مسعود (إني لأحسبُ أن الرجل ينسى العلم يعلمه بالذنب يعملهُ)
و يقول عبد الله بن المبارك :
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها
فاللّهم سلّمنا من محقرات الذنوب ... اللّهم سلمنا من الاصرار على المعصية ... فاللهم تب علينا لنتوب