ان ساحات الجهاد وما أدراك ما هي؟ ، هناك ؛ زبدة لذة الطاعة ، وخلاصة طمأنينة الإيمان ، ولب سرور النفس ، وجماع انشراح الصدر ، هناك مقامات التوحيد الحق ، حب الله تعالى في أحلى حلاوته ، والصبر كله في أجلى صورته ، والتوكل كله في أوثق حضوره وحضرته ، والإحساس الدائم بالقرب من الله تعالى ، وبعزّة المؤمن ، وإنك في تلك الساحات ، لتحلّق في سماء الحريّة حقـّـا ، فترى الدنيا من تلك العلياء ، تراها على حقيقتها حقيرة حقارة الطواغيت الذين يستعبدون بها ضعاف النفوس ، وترى الآخرة كرأي العين ، كأنك تعانق الحور العين ،فليس للموت عندك معنى ، سوى انتقال الأرواح إلى أرض الأفراح ، حتى إنك تبكي إذا استشهد أخوك فاستراح ، وحل في الجنان مع البيض الملاح ، وبقيت حيا مع السلاح ، ولولا قوله تعالى ( فمنهم من قضى نحبه ومنهــم من ينتظر ) لتفطر قلبك أسفا ، على بقاءك في الدنيا مخلّفــا ، وإنك تتلذذ بما يخالط شغاف قلبك من ذلك الشعور الغامــر بأن الله تعالى يستعملك في جنوده ، وأنك على ذروة سنام الإسلام ، وأنك ستلحق بركب الشهداء ، فتكون في تلك المنزلة العالية الظِلال ، كمرتبة كل شهداء الإسلام من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الذين يقاتلون الدجال
والله ما الحق إلا ما أنتم عليه، من جهاد و رباط فخذني معك ، فوالله لئن أموت على ما تموتون عليه خير مما نحن فيه ، ليس لنا هم سوى الترقيع للطواغيت ، وكلّما رقّعنا لهم خرقــا ، خرقوا آخــر أكبر منه ، حتى لم نجد لهم حلاّ إلا مذهب المرجئة الجهميّة ، ولئن سرنا وراءهم فسيخوضون بنا بحــر الزنادقة الراوندية .
وهاهــم يطلبون منــّا اليوم تحويل مسار الصراع ، من كونه مواجهة بين الإسلام و جماعة الشيطان من الصليبية ، والصهاينة ، ومنازلة مــع مخطط صليبي صهيوني شيطاني أعلن عزمه تغيير المنطقة وإعادة رسمها لتحقيق أطماعه ، وهاهــو يتدخل حتى في تغيير مناهجنا ، ويطلب حذف أساس عقيدتها من ثقافتنا .
تحويل هذا إلى مسار آخر ، يصبح فيه : العدو هــم أهل الجهــأد ، والصراع الشرعي معهم لا مع جماعة الشيطان ، ويُعلن فيه ـ كما يقول الشيطانيين سواء ـ أن المعركة مع "الإرهاب" هي الأهــمّ والأوْلى ، و أما ما يجري على الأمّة فيما وراء هذا فلا يعنينا ، فاحتلال فلسطين شأن فلسطيني ، واحتلال العراق شأن العراقيين ، واحتلال أفغانستان شأنهم هم ، و ما نراه من قتل و اغتصاب و ذبح في بلاد الشام مواجهة بين النظام ومجموعه من التكفيريين . وأما ما يفرضه جماعة الشيطان من إفساد في ديننا في بلادنا ، فسينظر فيه " ولي الأمر " بما تقتضيه " المصلحة " !! ثم كلّما نصر الله المجاهدين على جماعة نظام الشيطان في واقعة ، اشمأزت قلوب هؤلاء الطواغيت ، وأعادوا حملة مكافحة " الإرهاب والتكفير " جذعة ، وأقحمونا معهـــم في هذه البدعة ، كأنهم يخشون من تعاطف المسلمين مع الجهاد والمجاهدين !!
الى متى يا أمة الاسلام ؟؟؟
هل سنبقى بلا بصر ولا بصيرة؟؟؟؟
اما آن الأوان ان تستيقظ الأمة؟؟؟
اما آن الأوان يا أخي و يا اختي ان تعودوا لشرع الله وان تعملوا ليسود دين الله ؟؟؟؟؟