الشيعة في تونس شجرة لها جذورها " أم " نبتة زرعت فأثمرت ؟

إعداد :
الأستاذ الباحث : علي بن أحمد العلايمي

التأريخ للشيعة في تونس :
1) المرحلة الأولى : في ظل الدولة العبيدية :
التشيع في تونس ارتبط ارتباطا وثيقا بتأسيس الدولة الفاطمية/العبيدية سنة(297هـ/909 و يمكننا تسمية هذه المرحلة بالمرحلة الإسماعلية لأن العبيدين كانوا يحملون فكرة الطائفة الإسماعلية الشيعية الذين يؤمنون بالأيمة الست الأوائل بعد علي بن أبي طالب ( الحسن بن علي المجتبى، والحسين بن علي الشهيد،علي بن الحسين زين العابدين ، محمد بن علي الباقر ، و جعفر الصادق )
و قد توقفوا عند أسماعيل بن جعفر الصادق بعكس الشيعة الذين يؤمنون بإثنا عشر إمام أخرهم المهدي المنتظر .
و تذكر المصادر أن الذي أدخل التشيع إلى أفريقية "أبو عبد الله الشيعي حسن بن بن محمد بن زكرياء من أهل صنعاء " وهو المؤسس الفعلي لدولة الفاطمية/العبيدية . و مع دخولهم إلى القيروان ماكان منهم إلى أن سعوا إلى نشر المذهب الشيعي بالدعاية و إقامة المناظرة لإقناع عامة أهل السنة و الجماعة بعقيدتهم .
وقد استعملوا أساليب لقمع و استأصل أهل السنة و الجماعة فمارسوا كل أصانيف العنف و التعذيب فضربوا الفقهاء بالسياط و قطعوا ألسنة بعضهم و ضربوا الرقاب و صادروا الأموال و بطحوا الناس على ظهورهم و أمروا عبيدهم بأن يدوسهم بالأقدام .
ثم بدأو بنشر المذهب الشيعي في عهد عبيد الله المهدي (909/ 934) وهو يعتبر الأمام الحادي عشر عند الشيعة الأسماعلية ، بالحديد و السنان وليس بالفكر واللسان وشنوا حرابا نفيساً على أهل السنة حتى أنهم قاموا بتعليق رؤوس الأكباش و الحمير على باب الحوانيت و الدواب وكتبوا عليها أسماء الصحابة –رضي الله عنهم- وطعنوا فيهم وزعموا أنهم ارتدوا بعد النبي صل الله عليه وسلم و خصصوا نداء لذلك في الأسواق. و كذلك حرموا على الفقهاء الفتوى بمذهب الإمام مالك و اعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها بالضرب أو السجن أو القتل أحياناً. و يعقب ذلك نوع من الإرهاب النفسي حيث يدار بالمقتول في أسواق القيروان و ينادى عليه " هذا جزاء من يذهب مذهب مالك " و لم يبيحوا الفتوا إلى لمن كان على مذهبهم كما فعلو بالفقيه المعروف بالهزلي " ( أبو عبد الله محمد بن العباس ت322هـ) . وفي القيروان و المهدية دارت على العلماء محن عظيمة حيث قتلوا الآلف منهم . وقد ذكر أبو الحسن القابسي(ت 403هـ) ذلك قائلا: "إن الذين ماتوا في سجن العبيدين بالمهدية-دار البحر- أربعة آلاف رجل عذب ما بين عالم و عابد ورجل صالح " وكانوا يمثلون بجثثهم في شوارع القيروان .
و مع ذلك فإن هذه المحن و الفتن لم تزد أهل أفريقية إلا عزيمةً و صبراً و احتساباً و تمسكًا بأصول أهل السنة وخاصة العلماء من ذلك على سبيل الذكر لا الحصر:
_ أبو محمد عبد الله ابن ابي زيد القيرواني(310/386هـ) وهو من أعلام المذهب المالكي.
_"أبو العرب محمد بن أحمد التميمي" تـ333هـ/944مـ) له سند أحاديث مالك ، له "طبقات علماء أفريقية" و" ثقات المحدثين وضعافهم" .
_"علي بن محمد بن خلف المعروف بأبي الحسن القابسي" تـ403هـ/1012مـ) كان حافظ وعارف بعلل الحديث له :"الملخص في إختصار الموطأ "، وذكر أنه أول من أتى بصحيح البخاري إلى إفريقية .
من جرائم الدولة الفاطمية في عهد عبيد الله المهدي : أن خيله دخلت المسجد فقيل لأصحابه كيف تدخلونها المسجد فقالو إن أرواثها و أبوالها طاهرة إنها خيل المهدي فأنكر عليه قيم المسجد ذلك فأخذوه إلى المهدي فقتلوه .و امتحن عبيد الله المهدي بعلة قبيحة مات بسببه دودة في أخر مخرجه تأكل فلم يزل به حتى هلك .
وصفوة الكلام أن المرحلة الأولى ارشدت وبينة أن المدى الشيعي في تونس كانت بوادره في القرن الرابع هجري مع الدولة الفاطمية الشيعية التى أرست الاسماعلية كمعتقد و الجعفرية كمذهب و دام حكماها في تونس 64سنة من 909م إلى 973 ثم انتقلت إلى مصر بعد تصدي أهل تونس لها.
2) المرحلة الثانية : مرحلة أواخر الستينات و بداية السبعينات :
وعرفت هذه المرحلة بدخول المذهب الجعفري ، ويعد محمد التيجاني السماوي أحد أهم رموزها وهو من مواليد 1943 بقفصة وهو دكتور في مادة الفلسفة الإسلامية ،نشأ في عائلة تنتمي للمذهب المالكي وبانتماء آخر إلى الطريقة الصوفية التیجانیة ولذلك سمي بالتیجاني. کان محمد التیجاني مسلما سني صوفياً ثم غیر مذهبه إلی المذهب الشیعي خلال سفرة ذهب فیها من تونس إلی ليبيا ثم مصر ولبنان وسوريا ونهایة إلی العراق، وهناك التقی بعلماء شیعة و تأثر بمعتقداتهم وفقههم وبعد رجوعه إلی تونس بدأ بالبحث واختار هذا المذهب يقول في هذا الصدد:"..إن الشيعة انقرضت منذ عهد الفاطميين و لم يعد لها أثر ، و من ثم ظهرت من جديد ، ولكن ليس بالطريقة الفاطمية التي كانت إسماعيلية باطنية ، إنما بالطريقة الحقيقية لمذهب الإمامية الأثني عشرية الجعفرية.." له : كتاب " ثم أهتديت ، و كتاب لأكون مع الصاديقين ، و كتاب الشيعة هم أهل السنة .
3) المرحلة الثالثة : مرحلة ما بعد الثورة الإيرانية :
مرحلة الثمانينات ، أي مباشر ة بعد انتصار "الثورة الإسلامية في ايران"، ووصول روح الله الخميني سنة 1979 إلى الحكم و إسقاط حكم الشاة رضا البهلوي سعت الحكومة الإيرانية الجديدة مباشرة إلى المد الشيعي على الساحة الإقليمية ثم العربية ولم تكن تونس في منأى من الحراك الشيعي و قد تشيع بعض المفكرين و تأثروا بالثورة الخمينية .
و يسميها السيد عماد الدين الحمروني رئيس " جمعية أهل البيت الثقافية و هي جمعية شيعية " بمرحلة " التشيع الحديث "، يقول " لقد ظهر التشيع الحديث مع ظهور داعي الله الإمام السيد الخميني و أول ظهور كان في بداية الثمانينات تحت اسم "المسلمين السائرين على خط الإمام".
و لكناها وجدت تصدي و تململ من الحكومة التونسية آنذاك في عهد بورقيبة خاصة بعد أن قطعت علاقتها مع الحكومة الإيرانية في ظل دعمها للحركات الإسلامية آنذاك . ومع رجوع العلاقات الدبلوماسية في التسعينات ظهر الحراك الشيعي لكن في الجامعات وفي المناطق الداخلية بخفاء وسرية ولا تخفى على احد انها كانت تحت أنظار اهل الساسة في تونس لكن تركوها لفساد المنهج العقدي عندهم و محاربتهم للتيار السني المقلق للحوكمات
4) المرحلة الرابعة : مابعد الثورة : من السرية إلى العلنية
ساهمت الساحة التونسية الخصبة في ظهور الشيعة مابعد الثورة خاصة في ظل تخبط التيار السني في الخلافات الفكرية و اهتمام الأحزاب السياسية بالمعترك السياسي فاستغلت الاطراف الشيعة الناشطة و بعد دعم خارجي و عودة الطلبة التنوسين الذين كانو في مدارس قم و الرقم الذي بحوزتنا 12 ناشط شيعي تونس في منطقة طبلبة من ولاية المنستير .
أعددهم و أماكن أنتشارهم :
لا تتوفر أرقام رسمية حول الشيعة في تونس ، إلا ماينشر في وسائل الإعلام التي تقوم بتضخيم الأرقام بناء على تصريحات ما ينسب الى التيار الشيعي ومن ذلك محمد التيجاني السيماوي و هو أحد رموز التشيع يقدر عددهم ب"مئات الآلاف"، و يقول إنهم منتشرون في أغلب محافظات البلاد، و يمارسون شعائرهم و طقوسهم بحرية و دون أن يتعرضوا إلى أي نوع من المضايقات.
و يقول أيضا إن عدد الشيعة (المذهب الجعفري) كان لا يتجاوز العشرات في أواخر الستينات و بداية السبعينات ، لكنهم بدؤوا في التوسع و الإنتشار بفضل الدعاة و توفر المراجع و الكتب الشيعية ، إلى أن بلغوا هذه المرحلة 10 ألف شيعي .
و لا يخفي أنه قام في هذا الصدد بدور هام ، و يقول إن المرجع الشيعي المعروف محمد باقر الصدر لقبه ب"بذرة التشيع ، أي نبتة غرست في تونس فكانت مباركة و أتت أكلها كل حين.."
يرى الأستاذ محمد ضيف الله ان المدخل الى التشيع في تونس كان ولازال سياسيا حيث ارتبط في البداية بالثورة الايرانية. ويضيف استاذ التاريخ في جامعة منوبة « بان هذه الظاهرة استندت الى انتصارات المقاومة في لبنان وعلى رأسها تنظيم حزب الله،"
أما أماكن أنتشارهم فهم حسب مانشرت وسائل الأعلام يتمركزون في :
قفصة : مسقط رأس التيجاني ، ولهم و جود في ولاية قبلي مسقط رأس مبارك بعداش و لهم حظور مكثف في قابس و صفاقس و تحرك اليوم في مناطق سيدي بوزيد و طبلبة و دار شعبان الفهري .
من رؤوس الشيعة في تونس :
_محمد التيجاني السيماوي
_مبارك بعداش
_عماد الدين الحمروني رئيس جمعية أهل البيت الثقافية

صور من نشاطهم في تونس :
1) ثقافيا : ببعث الجمعيات الثقافية و الخيرية :
_ جمعية آل البيت الثقافية التونسية : عماد الدين الحمروني تأسست ديسمبر 2003.
_ جمعية المودة الثقافية : مراد الشلبي أحد نشطاء التشيع في تونس وقد اعتنق المذهب الشيعي منذ أربع سنوات وأسس جمعية المودة الثقافية الشيعية
_ المشاركة في ملتقيات" بيت الحكمة " حتى المستشار السابق لخامنئ سعيد النعماني اشاد بالتحرك الشيعي من الناحية خلق المقاربة
2) سياسيا : في السابق كانت تعمل في خفاء وسرية و لعلها نشطت في بداية السبعينات مع الاتجاه الإسلامي ثم انفصلت عنه بعد موجة الاعتقالات التي طالته .
أمّا اليوم تنشط بعلنية و قد ظهرت بعد الثورة قائمة سياسية تبتغي المشارك في المعترك السياسي _ بقائمة " أمل تونس الحديثة "و هي قائمة انتخابية مستقلة شيعية بإمتياز شكلها المدعو محمد محسن الحمدوني بأموال ايرانية و القائمة تتكون من 5 أفراد : وهم :
1-الأستاذ محمد المحسن حمدوني : إعلامي وباحث في التاريخ الإسلامي أصيل منطقة سيدي بوزيد حائز على درجة الماجستير في إدارة الأعمال وعلى درجة الإستاذية في العلوم الإسلامية
2_السيدة: رقية وذيني 3 _ السيدة شدلية جعفري 4_السيد سلام السعيدي
ترشحت على دائرة فرنسا و قدمت برنامج انتخابي مسجل على اليوتيوب فيه دعوة إلى استقطاب الشباب .
و بذلك الشيعة في تونس يسعون لولوج عالم السياسة بكل الطرق لتنفيذ الأجندة الإيرانية و خدمة الأطماع الإيرانية في التأثير في التوجهات السياسية للبلاد التونسية و تمهيد الطريق للمد الصفوي الشيعي في تونس وهم اليوم في زيرات مكثفة إلى وزارة الخارجية و محاولة اقناع الحكومة بدور إيران في المجال الاقتصادي في تونس ؟؟
3) إعلاميا : دور القنوات الشيعية و التي تبث على قمر نايل سات وتبلغ أكثر من 22 قناة في استقطاب اهل تونس بالتركيز على مقاربة بين الثورة الخمنية و الثورة التونسية
أيضا موقع الأنترنت :
• أخطر مدونة شيعية : shai of tunsai
• و موقع مركز الأبحاث العقائدية :www.aqaed.com وهو أحد أكبر المواقع الشيعية بــ 24 لغة
• وموقع في رحاب الولاية www.alwelaya.8m.net
أيضا مواقع التوصل الإجتماعي : face book & twitter : تبلغ العشرات .
• صوت الشيعة في تونس : 1768 معجب باصفحة ، و 198 يتكلم عنها و مشرف عليه ؛ تحمل شعار : كونوا أحرارًا : " أتمنى أن يتكرر هذا المشهد في السنة القادمة وسنسعى لتنظيم حملة من تونس ونلبي كل حلم شيعي تونسي ألا وهي زيارة سيد الشهداء شكرا لكل من أوصانا بالدعاء .
• أغرب جملة وجدتها في الموقع :
أختكم من النجف شكرا لشيعة تونس لنصرة آل البيت
رجاءا أخت منى لا تنسي أن تدعو لنا عند الإمام علي بالنجف والله محتاجين دعاؤكم إحنا الموالين في تونس جدا مستضعفين من طرف النواصب أحفاد إبن صهاك

• جمعية سلام الثقافية : 80 معجب ، و3 يشرفونا عليها مقرها الإجتماعي بقفصة
• شيعة آل البيت في تونس : 221 معجب ، 143 يشرف عليها.
• شيعة تونس الحبيبة : 923 معجب ، 65 يشرف عليها .
• لدينا صفحات للرد على هذه المواقع كصفحة لا للرافضة على أرض أفريقية المسلمة أرض العبادلة : 1693 معجب يشرف عليها 744 إعلامي .
• سؤال ياسر الحبيب في أحد المنتديات عن واقع تونس و الشيعة لإاجاب كما هو في موقعه الرسمي من لندن : يقول الشيخ أن تونس تشهد حالياً مخاضاً لنظام وعقد اجتماعي جديد، وهذه فرصة لا تعوض، عليكم باغتنامها لكي يكون لكم دور وثقل في مستقبل تونس، وإلا فإن الفرصة إذا ضاعت لا يلحقها إلا الندم. قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: «إن الفرص تمرّ مرّ السحاب فانتهزوها إذ أمكنت في أبواب الخير وإلا عادت ندما».
أيضاً : لديهم مكاتب دينية :
• مكتبة الزهراء: بوسط العاصمة
• المكتبة الشاملة :تونس العاصمة تنشر العقيدة الشيعية!.تأسست سنة في أوخر2011 إيرانية الصنع، شيعية المضمون،تونسية الشكل والمظهر توجد في أول شارع فلسطين من جهة جامع الفتح.في الباساج في تونس العاصمة
الشيعة خطر داهم :
_تفجيرات عام 1409ه‍، في مكة المكرمة على يد شيعة الكويت : ونتج عن هذه التفجيرات، قتل وجرح العديد من حجاج بيت الله،
_هدم مسجد فيض السني، في مدينة مشهد الإيرانية، على أيدي الشيعة الاثنا عشرية عام 1414هـ
_شراء الذمم في الجامعات التونسية
_إتفاقية شراكة علمية مع جامعة الزيتونة
_بعث الجمعيات الخيرية لأستقطاب الناس

موقف علماء تونس من الشيعة

يقول الشيخ محمد الحبيب بلخوجة مفتي الأمين العام للمجمع الفقهي الأسلامي الدولي سنة1984 : بعد تصريحات الخميني على مقام الرسول صل الله عليه وسلم و ادعى فيه أن الرسول لم يؤد رسالته على وجه الأكمل . قال الشيخ : " إن هذه التصريحات تشكل مساسا بالدين و تتناقض تماما مع القرآن الكريم ."
" إن الذي يتجاهل السنة و يناقض القرآن الكريم ،يكذب إذا أدعي أنه ينتمي إلى الأسلام او أن يكن حمالا لرايته ..." .
أما الشيخ ابن عاشور : كان يقول كلما مرا عليهم في التحرير و التنوير إلا وقال : "قاتلهم الله
أما الشيخ محمد الشاذلي النيفر : الروافض أكذب الطوائف على الأطلاق و أثرهم وضع للحديث قاتلهم الله ."