فإن الجامية أو المدخلية فرقة ظهرت حوالي عام 1411- 1990 في المدينة المنورة علي يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، والأول مختص في العقيدة ، والثاني مختص في الحديث ، وقد أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ صالح الفوزان قبل أن يروجوا لفكرهم القائم علي عدة مبادئ خاطئة ومنها بخاصة مبدأ التجريح للعلماء الكبار وهذا الذي أورث جفوة بينهم وأقرانهم من أهل العلم .. وتأثر بمنهجهم بالجرح تلامذتهما فبالغوا أشد المبالغة وجعلوا من التجريح لكبار العلماء منهجا ، وهذا الذي من أجله صدرت الأحكام والبيانات والفتاوى في التحذير منهم .
والعجيب أن المغالاة في حربهم على الجماعات جعلتهم يقفون ضد كل ما تراه الجماعات حقا وواجبا شرعيا فالتغييرات في العالم الإسلامي سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو اليمن كلها باطلة عندهم ؛ لأنها خروج على الحاكم ، وما زالوا يقولون أن القذافي كان ولي أمر وما كان من الجائز شرعا الخروج عليه ، وأن الذين خرجوا عليه آثمون . رغم أن القذافي أظهر الكفر البواح فرفض السنة وحرف في كتاب الله . وقد وجدت القوة الشعبية التي يمكنها إزاحته وأزاحته فعلا .
ومواقفهم غريبة من الحركات الجهادية سواء في أفغانستان في حربهم ضد الروس كانوا يثبطون المجاهدين يوهنون عزائم كل من يزمع الالتحاق بالمجاهدين ، وهذا موقفهم في فلسطين ، وخاصة في غزة ، حتى موقفهم في سوريا ليس واضحا بل بعضهم صدر عنه كلام صريح في عدم جواز قتل عسكر النظام البعثي وهذا غاية الجهل بالحكم الشرعي لمن يقاتل في صف نظام البعث الكافر ويكون ردءا له .
الجامية وعقيدة الإرجاء
هذا المنهج المغالي جعل العلماء المعاصرين يطلقون عليهم وصف المرجئة . والمرجئة فرقة تاريخية ، " يخرجون العمل من مسمى الإيمان" ، فما دام الحاكم يعلن أنه مسلم ، فلا يضيره ولا يعيبه ولا يؤثر في إسلامه وإيمانه ما يقوم به من عمل كفري إجرامي ، فالوصف بالمرجئة وصف مطابق لمواقفهم والعبرة بالواقع وإن نفوا عن أنفسهم هذا الوصف .
وهم اليوم يحملون لواء التشويش والتخوين والتجهيل والطعن في النيات في أي تجمع إسلامي سواء أكان للسلف أو الإخوان أو غيرهما ، ويتفانون في منع أي تقارب بين الجماعات الإسلامية خاصة في مصر أو غيرها . فمشروعهم تفكيك الأمة بالطعن في علمائها والطعن بالجماعات أيا كان منهجها . وهذا هو مكمن خطورتهم علي المجتمعات الإسلامية وتوحدها .
إن أول من تنبه إلي خطورة هؤلاء علماء المملكة العربية السعودية وبخاصة هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حفظهم الله ، وغيرهم العديد من العلماء . وخاصة بعد أن نال الجاميون من مقام العلماء الكبار من هيئة كبار العلماء ومن غيرهم ، فقد شمل التجريح فضيلة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، كما جرحوا الشيخ الألباني والشيخ بن جبرين والشيخ بكرعبد الله أبو زيد والشيخ الغنيمان والشيخ عبدالمحسن العبادي والشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ جعفر الحاج إدريس والشيخ المنجد والشيخ ابراهيم الدويش والشيخ محمد العريفي والشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي والشيخ ناصر العمر والشيخ سعيد بن مسفر والشيخ محمد الشنقيطي والقائمة طويلة وهذا غيض من فيض تجريحاتهم فمنهم من أصابه التبديع ومنهم من أصابه التفسيق وآخرون نسبوهم إلى الخوارج وآخرون أخرجوهم من أهل السنة ، ولهذا لا تستغرب شدة الرد عليهم ورد أقوالهم . وإليكم أقوال وفتاوى العلماء في التحذير من هذه الفرقة الجامية المدخلية .
رأي الشيخ عبد الله بن جبرين
بعد أن تكلم الجاميون في مشايخ من هيئة كبار العلماء ممن سبق ذكر بعضهم . قال الشيخ غاضبا :
نحن نقول لهؤلاء - أي لطائفة الجراحين - فرق بينكم وبينهم – أي العلماء - أي قياس يحصل بين الاثنين بين من ينصحون المسلمين ويوجهونهم ويرشدونهم ، وبين من لم يظهر منهم أية أثر ولا نفع بل صار ضررهم أكثر من نفعهم حيث صرفوا جماهير وأئمة وجماعات عن هؤلاء الأخيار، وأوقعوا في قلوبهم حقدا للعلماء، ووشوا بهم، ونشروا الفساد ، ونشروا السوء، وأفسدوا ذات البين التي أخبر النبي أن فساد ذات البين هي الحالقة، لو يظهر لهم أثر فنحن نسائلهم ونقول لهم : أقلـوا عليـهم لا أبا لأبيكـم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا . متى عملتم مثل أعمالهم؟ متى نفعتم مثل نفعهم ؟ متى أثرتم مثل تأثيرهم ؟ ويحكم سوؤكم وشركم وضرركم على إخوانكم . وقال الشيخ فيهم أيضا : الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم ، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم.
من أراد ان يستفيض من الموضوع بإمكانه زيارة:
http://www.al-haq.net/vb/showthread.php?t=33181