قلت ان الناتو سيتدخل عندما يقترب الثوار من القصر الرئاسي،ولكن ليس لدعم الثوار كما يدعي الديوثين من سدنة هيكل ولاية الفقيه،بل سيتدخل الناتو لاعلان الحرب على المجاهدين اولا ،ولترتيب مسرح العمليات لطبخة تشترك في اعدادها القوى الاقليمية وتحديدا اسرائيل وتركيا وايران ثانيا،فمن غير المسموح أمريكيا وايرانيا واسرائيليا وسعوديا واردنيا ان يكون للمجاهدين موطئ قدم في بلاد الشام على تخوم الجولان من جهة كما قال جنرالات اسرائيل ، وعلى اسوار كربلاء من جهة اخرى مثلما يتخوف سدنة هيكل ولاية الفقيه . واليوم بعد ان حقق المجاهدون مكاسب ميدانية على الارض واصبحت الفصائل الجهادية رقما صعبا في معادلة الصراع فان القوى الاقليمية ومعها الناتو يسابقون الزمن لتأجيل رحيل الاسد لانهم لحد الان لم يتمكنوا من بلورة البديل المناسب الذي يحقق التوازنات المطلوبة، ففي البدء كانت الولايات المتحدة وحلفاءها يأملون في ان يقوم الأسد نيابة عنهم بتصفية الثوار من العناصر الجهادية مما سيوفر عليهم تكلفة الدخول في حرب اضافية في اطار مايسمى الحرب على الارهاب ، فكان مسموحا للاسد ان يقوم بذات الدور الذي تريده الولايات المتحدة في تصفية العناصر الجهادية ،فقد كان مسكوتا عن تدفق حتى المقاتلين العرب الى سوريا لكي يتاح للغرب التخلص منهم عبر ضربات موجعة يوجهها نظام الاسد ، فيكون الغرب والناتو وروسيا وايران قد تخلصوا من عدو ستراتيجي يطاردونه في فيافي اليمن وجبال افغانستان وجبال الشيشان ،وفي ذات الوقت يكون نظام الاسد قد وصل الى حد الانهاك ، وعندها يتم تقديم عناصر المعارضة المخملية السورية لاستلام المبادرة عبر آليات دعم غربي ـ عربي ، وتفاهم ايراني تركي ،ولكن الذي حصل على ارض الميدان قد اربك الجميع كما قلنا ، فقد ازداد المجاهدون عدة وعددا وحققوا مكاسب ميدانية على الارض الى حد انهم صاروا اليوم هي الطرف الاصعب في معادلة الصراع ، الامر الذي جعل كل القوى تعيد خارطة تحالفاتها وحساباتها وربما ستولد تحالفات جديدة اشبه بالتحالف الامريكي الاطلسي في الحرب على العراق او افغانستان من اجل الحرب على فصائل الجهاد في سوريا .
وأخيرا أقول : الجهاديين وحدهم في الميدان يدافعون عن العروبة والاسلام وان ثورة الشام هي الثورة الوحيدة التي تواجه هذا الكم من الاعداء لأن نجاحها سيعيد رسم خارطة التوازنات الاقليمية والدولية ، فهي ليست مجرد ثورة لتغيير نظام فاسد ولكنها تمثل فتحا جديدا .