yassin Admin
عدد المساهمات : 287 تاريخ التسجيل : 14/08/2013
| موضوع: أحاديث قدسية السبت سبتمبر 14, 2013 10:45 am | |
| ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ )) أشقى إنسان هو من يعادي أولياء الله لأن الله سينتقم منه أشد الانتقام : قبل أن تفكر أن تعتدي على ولي، أو على مؤمن، عدواناً بلسانك، أو بيدك، أو بحيلة، أو بإغراء، أو بضغط، عد للمليون لأن الله معه
((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ... )) [البخاري عن أبي هريرة] ومن حاربه الله قصمه، أحياناً بخثرة في الدماغ تنتهي حياته، يتمنى أقرب الناس إليه أن يموت، نقطة دم لا تزيد عن رأس دبوس تتجمد في أحد أوعية المخ فيشل الإنسان، ويفقد نطقه، وبعض حواسه، فتصبح حياته جحيماً، مليون باب من أبواب أن تغدو حياة الإنسان جحيماً، وأنت في قبضة الله:
ومن حاربته فقد قصمته، عد للمليار قبل أن تعتدي على مؤمن، والإنسان مادام معافى من سفك دم المؤمن فهو بخير، يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً، لأن الذي يقتل مؤمناً جزاؤه جهنم يخلد فيها لأبد الآبدين! هؤلاء الذين يقتلون المؤمنين وكأنهم في نزهة هؤلاء أمامهم يوم عسير،
أعبد الناس من أدى الذي افترضه الله عليه : قبل أن تبحث عن النوافل أدِّ الفرائض، أدِّ الذي افترضه الله عليك تكن عبداً لله عز وجل متفوقاً، أدِّ الذي افترضه الله عليك تكن أعبد الناس، قبل أن تخوض في النوافل هل أديت الفرائض؟ قبل أن تختلف في أن التراويح ثماني ركعات أم عشرين ركعة هل أديت ما عليك؟ الفرض ألا تختصم مع إخوانك المؤمنين، الفرض وحدة، ولم شمل المسلمين، والمودة بينهم، قبل أن تجعل من بعض القضايا الجزئية مشكلة تعادي بها من تعادي وتسالم بها من تسالم، أدِّ الفريضة وهي وحدة المسلمين. ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [ سورة الحجرات: 10]
أدِّ الفرائض تكن أعبد الناس، إن للنفس إقبالاً وإدباراً، فإن أقبلت فاحملها على النوافل، وإن أدبرت – فترت - فاحملها على الفرائض، ولو أنك صليت الخمس وما زدت شيئاً، وصمت رمضان، وحججت بيت الله الحرام، وأديت زكاة مالك، دخلت الجنة. أدِّ الذي افترضه الله عليك تكن أعبد الناس: ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ...)) [البخاري عن أبي هريرة] من أحبه الله فهو أسعد الناس :
الفرائض كالضرائب تؤدى، والمواطن لا يشكر على أداء الضريبة، أما إذا تبرع لبناء مدرسة أو لمستوصف فيقام له حفل تكريمي، هذا تبرع، فالفرائض كالضرائب لابد من أن تؤدى، أما النوافل فهي التي ترقى بها، الناس لا يفكرون أبداً بإنفاق المال إلا على أنه زكاة، لا يفكرون أبداً بإنفاق المال على وجه الصدقة:
إذا أحبك الله فأنت أسعد الخلق قاطبة، للتقريب: لو أن إنساناً يملك تسعين ملياراً وكنت أنت لا تملك شروى نقير والله يحبك فأنت أسعد منه:
بصلوات نافلة، بصوم نافل، بصدقة، بخدمة، بطاعة، بتلاوة كتاب، بنصح مسلم، بدعوة إليه، بأمر بمعروف وبنهي عن منكر. ((...كُنْتُ سَمْعَهُ...)) صار هناك نور في سمعه، فلا يقبل من خلال أذنه إلا ما كان حقاً، قصة غير صحيحة أو غير مؤدبة، أو فكرة غير متوافقة مع كتاب الله، كلام بلا دليل، صار عنده مصفاة، كأن نوراً في أذنه، يسمع بنور الله: كل ما يتلقاه عن طريق أذنه يقيّم بالكتاب والسنة، فما خالفه رفضه، صار عنده مقياس، النور هو المقياس، مثلاً: لو تلي عليك نص وأنت لا تعرف من اللغة شيئاً هل تكشف الأخطاء؟ أما لو كنت متمرساً باللغة قد تكشف عشرين خطأ في صفحة واحدة، فكأن العلم نور، كشفت الأخطاء بعلمك، وحينما يكون في سمعك نور، أو حينما يكون الله سمعك، تسمع بنور الله، لا يمكن أن تقبل مقولة إلا إذا كانت متوافقة مع الكتاب والسنة، صار معك ميزان: لا يرى الدنيا فيفتن بها، يرى بيتاً جميلاً، مركبة فارهة، تذوب نفسه ويشعر بالحرمان ويقول: إنه ذو حظ عظيم، أما المؤمن فيشعر أنه وصل لقمة العطاء حينما يقبل الله إيمانه، ويقبل عمله. لا يتحرك بيده إلا وفق منهج الله، يعطي لله، ويمنع لله، يدفع لله، يربت على كتف أخ لله، حركة اليد وفق منهج الله بنور الله: ويتحرك إلى عمله، وإلى بيت الله، وللإصلاح بين أخوين، لا إلى ملهى، ولا إلى مكان غاص بالحسناوات، ليملأ عينه منهن، ويتحرك برجله إلى طاعات الله عز وجل، انطلق من بيته إلى المجلس حركته في سبيل الله، وحركة يده في سبيل الله، وسمعه وبصره بنور الله: ((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا...)) ينظر، دخلت إلى بيت يفوق حدّ الخيال، وتعلم أن صاحبه مهرب مخدرات، هل تعظمه؟ وتقول: ما شاء الله ما هذه الأذواق؟ ! ترى بنور الله، قد ترى إنساناً في بيت متواضع صغير خشن لكنه مطيع لله تعظمه، وقد تحتقر إنساناً، دخله حرام، يعيش في رفاه وقد يفوق حدّ الخيال، أنت لا ترى بعينك بل بقيم الدين وبنور الله، لذلك لا يعظم أهل الدنيا إلا من كان قلبه غافلاً عن الله، أنت لا تعظم أهل الدنيا بل تعظم أهل الحق.
الإنسان يحب الحياة ويكره الموت، وقد يختار الله عز وجل لعبده أن يحيا حياة في جنة عرضها السموات والأرض: ((...يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)) [البخاري عن أبي هريرة] كنت مرة في بلد إسلامي وقرأت عن أحد الصالحين ألّف كتاباً عن حرمة تقليد الأجانب، فلما منع في هذا البلد ارتداء العمامة والثياب الإسلامية، كان من يفعل ذلك يودع في السجن، وجد كتاب لهذا العالم الجليل في حرمة تقليد الأجانب فأودع في السجن، يروي من كان معه في السجن أنه عكف على كتابة مذكرة من ثمانين صفحة لأيام عديدة، في أحد الأيام استيقظ أمسك بهذه الأوراق ومزقها، وكان في حالة من السرور لا توصف! سئل لماذا فعلت هذا؟ قال: رأيت رسول الله في المنام وقال: لي أنت غداً ضيفنا، غداً أعدموه: (( وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ...)) أيها الأخوة: حينما تتقرب إلى الله بالنوافل، بالطاعات، بخدمة عباد الله الصادقين، وتتقرب إلى الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بإنفاق مالك وخبرتك، وبخدمة الفقراء والمساكين، وبطلب العلم، وتعليم العلم، أبواب الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى. الطريق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أنت حينما تتقرب إلى الله بالنوافل يحبك الله، فإذا أحبك الله سمعت ونظرت بنوره، وتصرفت بيدك بنوره، وتحركت بنوره، وإذا استعذت به أعاذك، وإن سألته أعطاك، ثم يحبك أن ترتاح من عناء الدنيا:
((...وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))
| |
|